من يحمي الإسلام؟ ومن يحمي الإعلام؟

من يحمي الإسلام؟ ومن يحمي الإعلام؟
Spread the love

بقلم: ممدوح عبد الحكيم

قد يختلف البعض في تفسير كلامي عند الحديث عن ظاهرة خطيرة تهدد مجتمعنا. لست فقيهًا دينيًا ولا أملك حق الفتوى، فالديانات السماوية لها علماؤها في الأرض الذين نستفتيهم، ولدينا الأزهر والكنيسة للرجوع إليهما. لكنني أؤمن بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: “الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله والقدر خيره وشره”. وأنا مؤمن بوجود ديانات متعددة، منها الإسلام والمسيحية، وأحمد الله أنني وُلدت مسلمًا مؤمنًا، لكنني أحترم إخوتي شركاء الوطن من أديان أخرى.

لدينا جميعًا علاقات طيبة مع أصدقائنا من مختلف الديانات، نشاركهم في الأعياد والمناسبات، وهم كذلك. ومع ذلك، لا يخفى على أحد وجود فئة من الخارجين عن الدين في كل مجتمع، سواء كان إسلاميًا أو مسيحيًا. ففي أيام الثورات، ظهرت جماعات تدعي الدفاع عن الدين، كجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك ظهرت جماعة “أقباط من أجل مصر”. ولكن هذه الجماعات لا تعكس بالضرورة أصول الديانة التي ينتمون إليها.

مؤخرًا، التقيت ببعض الفتيات المسيحيات اللواتي أعلنَّ إسلامهن. وعلى الرغم من أن التحول من دين إلى آخر هو أمر طبيعي، إلا أنني لاحظت تصرفات غير متوقعة. تلك الفتيات يرتدين ملابس غير لائقة ويتصرفن بطرق لا تعكس قيم الإسلام، مثل التدخين في الأماكن العامة. وما زال بعضهن يحملن صلبانًا كرمز للدين المسيحي، على الرغم من ادعائهن التحول إلى الإسلام.

هذا الأمر دفعني للبحث عن السبب، واكتشفت أن بعض هؤلاء الفتيات يسعين للحصول على امتيازات من الأزهر بعد إعلان إسلامهن. وهذا الأمر يمثل إهانة لكل من الإسلام والمسيحية على حد سواء. فالدين ليس مجرد شهادة ورقية، بل هو التزام بالقيم والأخلاق.

إن حماية الأديان واجب على كل فرد في المجتمع. فالمسيحية تدعو إلى المحبة، والإسلام يدعو إلى التسامح، وكلاهما بريء من هذه الظواهر السلبية.


أما عن سؤالي الثاني: من يحمي الإعلام؟

منذ ظهور مدينة الإنتاج الإعلامي، وانتشار القنوات الفضائية، شهدنا ظاهرة خطيرة حيث أصبح أي شخص يدعي أنه “إعلامي” دون تأهيل حقيقي. في الماضي، كان الإعلامي يتمتع بمكانة رفيعة، وكان يتعين عليه أن يكون خريجًا من كلية الإعلام وأن يمتلك خبرة مهنية طويلة.

لكن اليوم، نرى شبابًا وفتيات من غير المؤهلين يتجهون إلى القنوات الفضائية، ويشترون وقتًا لبث برامجهم. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يفتقرون إلى المهنية، ويستغلون مناصبهم لابتزاز الضيوف وجمع الأموال. لقد أصبح الإعلام بالنسبة لهم مجرد وسيلة للكسب السريع دون النظر إلى القيم والأخلاق المهنية.

هذه الظاهرة تشكل تهديدًا كبيرًا للإعلام والمجتمع. إذا لم نحافظ على مصداقية الإعلام وننقيه من هذه الفئة، فإننا نخاطر بتدمير العقول وضياع الأوطان.

اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها وأمنها ورئيسها، يا رب العالمين.

حمادة مقلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة تعريفية

جريدة التحرير نيوز تصدر عن حزب التحرير المصري