لعنة الفراعنه بين الحقيقة والخيال
بقلم/ احمد وجيه ابوسحلى
تُعد لعنة الفراعنة من أشهر الأساطير التي ارتبطت بالحضارة المصرية القديمة، وتدور هذه الأسطورة حول اعتقادٍ شائعٍ بأن أي شخص يزعج مومياء مصرية قديمة، خاصة فرعون، سيلقى لعنة تتمثل في الحظ السيئ أو المرض أو حتى الموت. وقد تسببت هذه اللعنة التي لا تفرق بين اللصوص وعلماء الآثار ذو النية الحسنة الحظ السيئ أو المرض أو الوفاة.، يرجع أصلها إلى العصور القديمة، حيث اعتقد المصريون القدماء أن موتاهم يملكون قوى سحرية يمكن أن تؤذي من يهدد سلامهم.
ازدادت شهرة لعنة الفراعنة مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، وأول ما لفت انتباههم نقوش تقول «سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك» هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ«لعنة الفراعنة»، ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة، أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها..
وانتشرت تقارير عن وفاة اللورد كارنارفون، المسؤول عن تكاليف البحث عن توت عنخ آمون، بعد خمسة أشهر من فتح المقبرة في عام 1923. وتبين أن لدغة بعوضة مصابة تسببت في وفاته.كما توفي الممول الأمريكي جورج جاي جولد، بسبب الالتهاب الرئوي بعد رؤية المقبرة في العام نفسه، بينما توفي أرشيبالد دوغلاس ريد، بعد تصوير المومياء بالأشعة السينية في لندن.اللورد كارنارفون، هو الداعم المالي لفريق التنقيب وقد كان حاضر أثناء فتح القبر، توفي في 5 أبريل 1923 م، بعد أن لدغته بعوضة فأصابته بالعدوى، توفي بعد فتح القبر بـ 4 أشهر و 7 أيام. توفي (George Jay Gould I) في الريفيرا الفرنسية يوم 16 مايو، 1923 م بعد أن أصابتة حمى بعد زيارته للقبر. توفي الأمير المصري علي كامل فهمي في 10 يوليو 1923 قتلًل بالرصاص من قِبل زوجته.
ينتقد العديد من العلماء والباحثين فكرة لعنة الفراعنة، ويعتبرونها خرافة لا أساس لها من الصحة. حيث يعتقد دكتور زاهي حواس، وزير الدولة المصري السابق لشؤون الآثار، فى نصريحاته لصحيفة “ذا صن”: “عندما يكون هناك مومياء داخل قبر، فإن في هذه المومياء جراثيم لا يمكنك رؤيتها. وكان علماء الآثار في السابق على عجلة من أمرهم، ودخلوا إلى المقابر فأصابتهم الجراثيم وماتوا”.وأوضح حواس أنه عندما تم العثور على مقبرة توت عنخ آمون، مُنحت الحقوق الحصرية لـLondon Times، ما ترك المراسلين الآخرين يسمحون بإطلاق التكهنات، وعندما توفي اللورد كارنارفون بعد خمسة أشهر من الاكتشاف، اختلقوا العديد من القصص المزيفة عن اللعنة.
ادعت دراسة حديثة أنها كشفت اللغز الذي يقف وراء مقتل أكثر من 20 شخصا كانوا يعملون في تنقيب قبر الملك الفرعوني الشهير “توت عنخ آمون” في عام 1922 ووفقًا للنص المصري القديم، فإنّ كلّ من يعبث بالمومياوات الملكية يتعرّض لداء شديد لا يمكن للأطباء تشخيصه أو علاجه. وتفسّر الدراسة -التي تحمل عنوان “لعنة الفراعنة.. أدلّة جديدة على حالات الوفاة غير الطبيعية المرتبطة بالمقابر المصرية الأثرية”- الوفيات بأن سببها يتعلّق بالتسمم الإشعاعي الناتج من العناصر الطبيعية التي تحتوي على النفايات السامة واليورانيوم والتي وُضِعت عمدا داخل الأقبية المغلقة.
ويقول المسؤول عن الدراسة “روس فيلوز”: إنّ التعرض لتلك المواد كان كفيلا بالإصابة بالأورام الخبيثة مثل ما تعرض له عالم الآثار “هوارد كارتر” وأودى بحياته. وتشير التقارير الطبية إلى أنّ وفاة كارتر كانت ناتجة عن نوبة قلبية تعرّض لها في عام 1939 بعد معاناته من سرطان الغدد اللمفاوية لفترة طويلة، ثم اتضح علميا أنّ ثمّة ارتباطا وثيقا بين التسمم الإشعاعي وهذا النوع من السرطانات.