اقسام الادب الفرعونى

بقلم / احمد وجيه ابوسخلى

الأدب الفرعوني يمتاز بتنوعه وعمقه، وهو يشمل مجموعة واسعة من النماذج والأقسام التي تعكس الثقافة والحياة في مصر القديمة.وعندما نتحدث عن اقسام وانواع الادب المصرى القديم فاننا لا بد وان نعود الى التقسيمات التى وضعها الدكتور سليم حسن عالم المصريات الشهير ومؤلف الموسعه الشهيره موسوعة مصر القديمه حيث قسم الإنتاج الأدبي المصري القديم الى عدة اقسام وهى :-

اولا: القصص المصرية القديمة

تروي القصص والحكايات المغامرات والأساطير والأحداث الخيالية. تستخدم لتسلية وتعليم الشباب، وتعبر عن خيال الكتّاب الفرعونيين وقدرتهم على إحياء الشخصيات والأحداث ,ولعل اشهر هذه القصص قضة الفلاح الفصيح ويرى الدكتور سليم حسن أن بعض هذه القصص يمكن تصنيفها ضمن قصص الخيال العلمي، التي عرفت في الأدب الحديث. ومن أمثلة ذلك قصة زيارة النعيم والجحيم في العالم الآخر، التي انعكست في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري (973-1057م)، والتي تأثر بها دانتي الليجيري (1265-1321م) في كتابة الكوميديا الإلهية. وكذلك قصة ذات الحذاء الأحمر، التي انعكست في قصة سندريلا المعروفة في الأدب العالمي الحديث. وأيضًا قصة الملاح الغريق الذي عاش في جزيرة مهجورة وحصل في النهاية على كنز ثمين، والتي انعكست في قصتي جزيرة الكنز لروبرت لويس ستيفنسون وروبنسون كروزو لدانييل ديفو.

ثانيا :- الحكم والتعاليم والتأملات     

تتعامل هذه النصوص مع القضايا الفلسفية والأخلاقية، مثل العدل والحكمة والمعرفة. تعبر عن الفلسفة الفرعونية في التفكير العميق حول الحياة والموت والإنسان حيث ابدع الحكماء المصريون القدماء الكثير من الحكم التى تتناول السلوكيات الأخلاقية الرفيعة، وأسس العدالة، وحق الإنسان في الحياة الكريمة في وطنه، وواجبات الحاكم نحو المحكومين. ومن أمتع ما ورد في هذا المضمون ما اورده الدكتور سليم حسن في الدراسة المقارنة الممتعة عن تعاليم الحكيم المصري القديم أمنموبى، التي نقلها الذين كتبوا سفر الأمثال في التوراة، حيث نقلوا مضمون تلك التعاليم سطرًا بسطر وبكلمات متطابقة وأسلوب متشابه..

ثالثا :-الرسائل الأدبية

تثير الرسائل الأدبية الدهشة لما فيها من الأساليب المبتكرة والدقة الموضوعية في اختيار المضمون الخاص بكل رسالة.

رابعا:-  فنون الدراما

حيث تم اكتشاف الوثائق والأدلة الأثرية التي تؤكد ممارسة المصريين القدماء لهذه الفنون وأبدعوا فيها نماذج أدبية وفنية بلغت مستوى رفيعاً غير مسبوق في الحضارات القديمة.لذلك، لم يكن من الغريب أن يندهش المؤرخون وعلماء الآثار ورجال الأدب في جميع أنحاء العالم الحديث حين علموا بهذه الاكتشافات الأثرية التي تؤكد على وجه اليقين أن الدراما المصرية القديمة ظهرت قبل الدراما اليونانية بنوعيها التراجيديا والكوميديا بنحو ثلاثة آلاف سنة، وأن هذه الدراما المصرية كانت أكثر نضجاً من البدايات الأولى للدراما اليونانية.

أما بالنسبة لتاريخ الأعمال الدرامية في مصر القديمة، فقد استنتج بعض العلماء الأجانب رجوعه إلى عصر ما قبل التاريخ وما قبل الأسرات، وذلك نتيجة للعثور على وثيقة كتبت في بداية عصر الأسرة الأولى (حوالي 3200 ق.م) والعثور على نسخة أخرى من تلك الوثيقة منقوشة على حجر أسود معروض الآن في المتحف البريطاني بلندن. أجمع العلماء الأجانب، منهم زيته وإيرمان، على أن هذه الوثيقة عبارة عن مسرحية تتضمن حواراً بين مجموعة من آلهة المصريين القدماء حول خلق العالم وتفسير أصل الأشياء.

بردية الرامسيوم

عثر عالم الآثار “كويبل” أثناء الحفائر الأثرية في منطقة الرامسيوم بغرب الأقصر في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، على صندوق يحتوي على مجموعة من أوراق البردي دونت عليها نصوص تمثيلية ذات طابع احتفالي ديني خاص. وقد أطلق المؤرخون على هذه الوثيقة اسم بردية الرامسيوم المسرحية، وقاموا بشرح وتحليل النصوص والجمل الحوارية في ضوء المفاهيم العامة للأساطير والعقائد الدينية التي كانت سائدة في مصر القديمة.

دراما إدفو

على أحد جدران معبد إدفو بصعيد مصر، نقش نص من الأدب التمثيلي أطلق عليه المؤرخون اسم دراما انتصار حورس على أعدائه. يعتبر هذا النص من أحسن وأكمل نصوص الأدب التمثيلي في مصر القديمة، حيث وصل إلينا بحالة سليمة وجيدة. ويتضح من تحليل هذا النص أنه عبارة عن رؤية درامية مختصرة لنص درامي أكبر حجماً وأكثر تفصيلاً.

خامسا:- الشعر المصري القديم

تعتبر الهيروغليفات وسيلة رئيسية لتسجيل الشعر الفرعوني، وتنقل المدح والشكر والمواقف العاطفية والوطنية. تعبر هذه القصائد عن المجد والحب والطبيعة والحياة اليومية بدءاً من الشعر الديني ونماذجه المتمثلة في متون الأهرام، والأناشيد التي كانت ترتل في معابد الآلهة، والأناشيد البديعة التي ألفها أخناتون في عبادة الإله الواحد. وصولا لأشعار الحب والغزل العفيف، و قصائد الشعر السياسي في مدح الملوك وتمجيد انتصاراتهم وسياساتهم وأعمالهم المبهرة. واشعار الأغاني الشعبية التي كانت تنشد في الولائم والاحتفالات العامة والخاصة، والأغاني التي ينشدها العمال والفلاحون أثناء قيامهم بالأعمال التي يمارسونها.

تعكس هذه النماذج والأقسام التنوع الغني والعمق الثقافي للأدب الفرعوني، وتبرز كيف كان الأدب الفرعوني جزءاً أساسياً من الحياة اليومية والفكر الحضاري للمصريين القدماء وسوف نعرض فى المقالات التاليه نماذج من كل نوع من الانواع السابقه مع شرح مبسط