في رحاب الحب: تأملات وشذرات

Spread the love

بقلم/ احمد وجيه ابوسحلى

في عوالم الحب، هناك مساحات من الروح تذوب في لحظاتٍ تتجاوز حدود الزمان والمكان. يُفنى الزمان، لكن عهد الحب يظل أبداً خالداً، ينبض في كل قلب عاشق، يتحدى الهوان، ويصبو دائمًا نحو من أحب. وكما يبرق برق السماء، تنطلق الروح نحو المحبوب، حيث يتردد صدى الشوق في كل زاوية من الكون، كما تغرد الطيور في الأيك.

الحب يا عزيزي ليس مجرد شعور، بل هو أعظم من الجنون، فهو القوة التي تدفعك لتشتاق حتى عندما تكون بين ذراعي من تحب. كل نبضة قلب، كل نسمة هواء تستنشقها، تتوق لأن تكون جزءاً من هذا الحب. وجوه المحبوب تصبح بديلاً عن كل الزهور، وصمته نغماً يعزف على أوتار الهوى. في كل لحظة تمر، في كل عام ينقضي، قد تأتينا رسالة بسيطة تعيدنا إلى نقطة البداية، فتوقظ فينا مشاعر دفنت مع مرور الزمن.

الحب هو القوة التي تعيننا على مواجهة الواقع، هو الحلم الذي يخفف من وطأة الحياة. حينما يحبك أحدهم، ستعرفه من خوفه من أن يخسرك. فالحب، كالهزة الأرضية، يأتي فجأة، قد يكون مرعباً، لكن ما إن تمر اللحظة الحرجة، تدرك كم كنت محظوظاً لتعيشها.

لا يوجد وصف يمكنه أن يحيط بالحب، فهو الحب فقط. عندما أحببتك، عرفت أن من يحب لا يفكر، بل يعيش كل لحظة في بحر العشق. أنت، يا حبيبتي، خرافة في حياتي، ولمن يتبع الخرافات، يدرك كم هي متعبة، لكنها تستحق.

الحب، ذلك النهر الذي يتدفق في عيون الرجال عبر النظر، وفي آذان النساء عبر الهمس. قد يكون صعباً أن تضحي من أجل الحب، لكن الأصعب هو أن لا تجد من يستحق تلك التضحية. “أحبك” ليست لما أنت عليه، بل لما أصبحت عليه عندما كنت معك. كتبتُ الشعر فيكِ، لكني عجزت عن وصف معانيك، فأنتِ من تُوصف بها الكلمات.

الحب، كالقمر، له وجهان؛ أحدهما مضيء والآخر مظلم كالغيرة. عندما سألتني: “ما الذي يأخذك لعالم آخر؟” أجبت: “بريق عينيها وجنون ضحكتها وكلمة أحبك من شفتيها”. وعندما نحب، ترتبط مشاعرنا بالخوف؛ الخوف من الفقد، من الفراق، ومن النصيب.

الحب ليس صدفة، بل هو إرادة تستمر. سأظل أحبك مهما اختلفنا، لأن مكانتك في قلبي لا يمكن أن يملأها أحد غيرك. ما أجمل أن يكون نصيبك هو الشخص الذي تحبه، وتكون لديك نسخة مصغرة منه لتكمل مسيرة الحب.

وفي ختام الحكاية، أدركت أن الحب هو أجمل اكتشاف للإنسان، وأنه لولا الحب، لكان الإنسان مجرد صخرة، لا يحركها سوى التآكل اليومي. الحب هو أيضاً تآكل، لكن تآكله مليء بالإبداع المستمر، هو معنى المعنى لحياة جافة، لا تهتم إلا باللحظات المسروقة، أو لون وجه نكتشفه للمرة الأولى.

احمد وجيه ابو سحلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة تعريفية

جريدة التحرير نيوز تصدر عن حزب التحرير المصري