من يحمي العمامة يا فضيلة الإمام؟

من يحمي العمامة يا فضيلة الإمام؟
Spread the love

بقلم: ممدوح عبد الحكيم

منذ 32 عامًا، تشرفت بالانضمام إلى أسرة العاملين بالأزهر الشريف، وأفخر بهذا الانتساب العظيم. على الرغم من أنني لست أزهريًا بالمعنى التقليدي، حيث أنني أعمل في الأزهر بمؤهلي الأكاديمي في بكالوريوس التجارة، وقد وصلت إلى درجة مدير عام. إلا أنني لست من خريجي الأزهر، ولكنني أعمل في هذه المؤسسة العريقة، وهذا في حد ذاته فخر لي، أن أكون جزءًا من مصنع العلماء ومنبع العلم الأول في العالم، وأن أكون مجاورًا لحفظة كتاب الله وسنة رسوله الكريم.

من هذا المنطلق، لا أرى نفسي أهلاً لارتداء العمامة التي تزين رؤوس العلماء، فالعمامة لا يرتديها إلا من حفظ كتاب الله وعمل به. وهذا هو المبدأ الذي يلتزم به جميع زملائي من غير خريجي الأزهر.

ولكن ما يؤلمني ويؤسفني للغاية هو رؤية فئة من الناس يرتدون الزي الأزهري كاملًا، ويطلقون على أنفسهم لقب “شيخ”، أثناء ممارسة عملهم في مهنة يعتبرونها مصدر رزق لهم. أتحدث هنا عن مهنة “المداح”، حيث نرى هؤلاء يرتدون الزي الأزهري ويصعدون إلى المسرح، ويبدأون في أداء فواصل من الرقص والغناء، وبدلاً من أن يُرتدى الزي الأزهري لسماع القرآن، أصبح يُرتدى لسماع الأغاني ورواية القصص والحكايات.

يحدث هذا يا سادة تحت ستار الزي الأزهري، فبدلاً من أن نصعد به إلى المنبر، صعدنا به إلى المسرح. وبدلاً من أن نستمع للعلماء، أصبحنا نستمع إلى المداحين الذين لا يحفظون آية أو حديثًا.

في ظل وجود مجلسين نيابيين يضمان ما يقارب الـ 900 نائبًا من نواب وشيوخ، لم يتم حتى الآن تقديم مشروع قانون يجرم ارتداء الزي الأزهري من قبل غير خريجي الأزهر. أم أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عاجز عن إصدار قرار يحيل من يرتدي الزي الأزهري من غير خريجي الأزهر إلى النيابة العامة بتهمة انتحال صفة وإهانة العلم والعلماء؟

إذا كان العاملون في الأزهر من غير الخريجين وهم تحت سقفه لا يجرؤون على ارتداء هذا الزي، فما بالك بمن يصعدون به إلى المسرح ليغنوا ويرقصوا ويقلدوا المشاهير بأصواتهم، والمستمعون يهللون ويقولون “الله عليك يا عم الشيخ”.

وللحديث بقية…

حمادة مقلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة تعريفية

جريدة التحرير نيوز تصدر عن حزب التحرير المصري