تأملات فى .. الصداقة : نسيج الأرواح ولغة القلوب
بقلم/احمد وجيه ابوسحلى
الصداقة هي تلك الخيوط الخفية التي تنسج بين القلوب، فتربط بين الأرواح بعلاقة تتجاوز حدود الزمان والمكان. إنها المرآة الصافية التي تعكس جوهر النفس، وتُظهر أصدق ما فينا من مشاعر وأحاسيس. حين تجتمع الأرواح على مائدة الصداقة، تتلاقى الأماني والأحلام في تناغم عجيب، حيث يجد كل قلب مرساه وملاذه.
الصديق ليس مجرد رفيق، بل هو التوأم الروحي الذي يكتشف فيك ما لا تستطيع أنت أن تراه، ويمنحك القدرة على أن تكون ذاتك بلا تزييف. هو من يقرأ صمتك، ويسمع صوت قلبك حين تخذلك الكلمات. في حضوره، تتحول الوحدة إلى أنس، والضياع إلى طمأنينة، فالصداقة هي البوصلة التي تعيد توجيهنا حين نفقد الطريق.
الصديق هو من يحيا في قلبك حتى حينما تفرقه المسافات، فتظل ذكراه عطرة ترافقك في كل خطوة، وتبقى نصائحه نبراسًا يضيء دروب حياتك. إنه من يبقى حين يتلاشى الجميع، ويمنحك الدعم حين تفتقد السند، ويظل إلى جانبك في أوقات الفرح كما في لحظات الألم.
الصداقة هي الوعد الذي لا يُكتب، لكنها تُحفظ في القلوب، وهي العهد الذي لا يُقال، لكنه يُشعر به في كل نظرة وفي كل لمسة. إنها هدية الحياة التي تهديها لنا الأيام، وتجعلها أجمل بوجود أشخاص يؤمنون بنا ويحبوننا بلا شرط أو قيد.
إن الصداقة الحقيقية هي الفن الذي لا يُتقنه سوى القليلون، وهي الصرح الذي لا يُبنى إلا على أسس من الثقة والاحترام. إنها النهر الذي يروي عطشنا للحنان، والزهرة التي تزهر في حقول أرواحنا، فتمنحنا أملًا في غد أفضل وحياة أبهى.
ففي عالم يموج بالتغيرات، تبقى الصداقة هي الثابت الذي لا يتغير، هي النور الذي يظل مشعًا حتى في أحلك اللحظات. علينا أن نعتني بأصدقائنا، أن نكون لهم كما هم لنا، لأن الصداقة هي الكنز الذي لا يفنى، والنعمة التي لا تزول.
في الختام، لنحتفظ في قلوبنا بمكانة خاصة لأصدقائنا، ولنكن أوفياء لهم كما كانوا هم لنا. فالصداقة هي البلسم الذي يداوي جراح الحياة، وهي النعمة التي تُحيا بها الأرواح وتزدهر بها القلوب