تأملات فى …. البحر (1)
بقلم/احمد وجيه ابوسحلى
البحر، هذا الامتداد الواسع من المياه الزرقاء هذا الكائن الواسع والغامض، يثير في النفوس مشاعر متناقضة تجمع بين الرهبة والسكون، بين الهدوء والصخب، وبين الجمال والخطر. قد يكون البحر رمزًا للحياة بكل تقلباتها وأسرارها، فهو يُشبهها في سكونه وعنفوانه، وفي جماله وغموضه فهو في وقت سكونه يكون كالطفل الوادع وبمجرد أن تتحرك أمواجه يُصبح طفلًا عابثًا يريد أن يركض في كلّ اتجاه ان انكسار الموجة لا يُعبر عن البحر بأكمله . يعتبر البحر رمزاً للحياة وللأسرار التي لم تُكتشف بعد. يجسد البحر التناقضات؛ فهو هادئ وعاصف، جميل ومخيف، ثابت ومتحرك. ماذا أقول؟ وددتُ البحر قافيتي، والغيم محبرتي والأفق أشعاري يبقى البحر ونسيمه ملجئي ومقصدي حين لا أجد قلباً يستوعب وجعي أقذف فيه كل آلامي وهمومي، أشكو له كل أحزاني وأفراحي
أجمل البحار هو البحر الذِي لم نذهب إليه بعد، وأجمل الأطفال هم الذين لم يكبروا بعد، وأجمل الأيّام هي تلك التي في انتظارنا. فإلى متى سنظل في أوهامنا، ونظن أن الشمس ضاقت بالنهار، أدمنت حبك مثلما أدمنت في البحر الدوار، فلقاؤنا قدرٌ وهل يجدي مع القدر الفرار؟ علينا أن نحرر أنفسنا من الأمل بأن البحر يوماً سيهدأ،
لا يمكن لأحد أن يقف على شاطئ البحر وينظر إلى الأفق دون أن يشعر برهبة الجمال. المياه المتلألئة تحت ضوء الشمس تعكس السماء بألوانها المختلفة، من الأزرق الصافي إلى الأحمر البرتقالي وقت الغروب. أمواج البحر الهادئة التي تتكسر بلطف على الشاطئ تخلق سيمفونية طبيعية تهدئ الروح وتبعث في النفس السكينة
كل موجة تأتي لتلامس الشاطئ تحمل معها قصة جديدة، قد تكون حكاية عن رحلة طويلة أو سرًا دفينًا في أعماق البحر. الغوص في البحر يُشبه الغوص في أعماق النفس البشرية، حيث تجد الكثير من الأسرار والتجارب التي تشكل ملامحنا وتحدد مسار حياتنا
البحر أجمل مقتنيات الطبيعة وأكثرها إثارة للفضول، ويختزن في أعماقه أسرارًا كثيرة رماها الناس في ماء البحر في لحظة بوح صادقة وهم يقفون على شواطئه انتظرت ذلك المنظر العجيب الذي يحول البحر والجو إلى مكان آخر، مكان لن تنساه العين، ينسيك الهموم والأحزان التي تكتم أنفاسك، ويودعك بغروب يملأ القلوب بمشاعر عذبة.
