♡رجل وتاريخ.(هارون باشا أبو سحلي)
بقلم .. كامل شكري السايح
هارون باشا أبو سحلي علامة في التاريخ السياسي والنيابي في مصر وهو أحد أبناء مدينة فرشوط الذين تولوا العديد من المناصب المرموقة، وذاع صيتهم، وأصبحوا من مشاهير مصر وأعلامها لاسيما في المجال السياسي.
ولد هارون باشا سليم أبو سحلي في عام ١٨٨٦ميلادي في فرشوط، ووالده سليم أفندي أبو سحلي كان ناظرا لقسم فرشوط(رئيس مجلس مدينة حاليا) والذي يُعد ثاني مصري عينه الخديوي سعيد لتولي نظارة فرشوط بعد حسن المناعي حيث كانت النظارة يتولاها الأتراك آنذاك.
والدة هارون باشا هي كريمة الشيخ عبدالجليل دياب شيخ عرب البصيلية وجده لوالده على أغا البصيلي أعظم قواد إبراهيم باشا وموضع ثقته، وقد اصطحبه معه في بعض المعارك.
تعلم هارون باشا في مدرسة قنا الإبتدائية ثم في المدرسة الخديوية الثانوية بالقاهرة، وكان أول زملائه في تلك المدرسة، ثم التحق بمدرسة الحقوق، ثم حصل على ليسانس الحقوق عام ١٩٠٩بتفوق.
تم تعيينه بالمحاماة في بداية حياته ثم التحق بالنيابة العامة بقنا ثم نقل إلي مديرية طهطا بسوهاج وتم ترقيته إلي درجة مساعد نيابة، ونقل إلي أخميم بسوهاج ثم وكيلا لنيابة جرجا ثم البلينا ثم أصبح قاضيا بجرجا ثم البلينا ثم أبو تيج ثم سملوط ثم بني سويف ثم عاد إلي جرجا، وفي عام ١٩٢٧ اختاره عدلي يكن وكيلا للأمن العام، ثم تم تعيينه محافظا للسويس وفي عام ١٩٢٨ لما تولي محمد محمود باشا رئاسة الوزراء وكان رئيسا لحزب الأحرار الدستوريين اختاره مديرا لمديرية جرجا بسوهاج وبعد ٧أشهر نقل للعمل مديرا لمديرية أسيوط وفي عام ١٩٢٩تولت وزارة النحاس باشا والتي أصدرت مرسوما باحالته للمعاش سياسيا وكان عمره وقتها ٤٣عاما، وفي عام ١٩٣٠تولت وزارة اسماعيل صدقي الوزارة فأصدرت مرسوما ملكيا بتعيين هارون باشا مديرا لمديرية المنصورة واستمر حتى عام ١٩٣٣ثم صدر مرسوما بنقله مديرا لمديرية المنوفية ثم احالته وزارة الوفد للمعاش سياسيا مرة أخري وكان عمره وقتها ٤٩عاما وفي كل المديريات التي تولي فيها كانت له اصلاحات كثيرة في جميع المجالات سياسيا واجتماعيا وتعليميا واقتصاديا، وفي عام ١٩٣٠منحه الملك فؤاد رتبة البكوية وبعد ٨أشهر أنعم عليه برتبة الباشوية، وفاز بعضوية مجلس النواب في أعوام ١٩٢٤ثم ٢٦ثم ٣٦،وفي عام ١٩٢٤انتخب عضوا بالهيئة النيابية الأولي، وكان في المجلس عضوا بلجنة فحص الطعون ولجنة الرد على خطاب العرش واللجنة المالية ولجنة الحقانية.
زار هارون باشا مسقط رأسه فرشوط استعدادا لزيارة الملك فاروق للصعيد في عام ١٩٣٧،وعند زيارة الملك فاروق لقنا وعد هارون باشا بمنصب رئيس الديوان الملكي ثم توجه الملك فاروق بعدها إلي أسوان ثم عاد بعدها هارون باشا إلي فرشوط لزيارة أسرته، وليستعد للسفر إلي القاهرة استعدادا للمنصب الكبير الذي وعده به الملك فاروق، ونزل عند ابنته أنيسه وطلب منها كوب ماء ثم كوب من اليانسون وماهي إلا لحظات حتي فاضت روحه إلي بارئها وهو على كرسيه ورحل الباشا في يوم الجمعة عن عمر ناهز ٥١ عاما في عام ١٩٣٧ بعد أن ترك بصمات ناصعة في تاريخ مصر الحديث وفي الحياة السياسية في مصر.
وقد كان هارون باشا صديقا للزعيم مصطفى كامل حيث كان في طليعة الشباب الذين ساندوا مصطفى كامل في كفاحه ضد الاحتلال، كما كان صديقاه المفضلان له هما الشيخ أبو الوفا الشرقاوي والشيخ المراغي شيخ الأزهر (رحمة الله علي الجميع). منقول