أيهما أخطر علي المجتمع “غياب القانون ام غياب الأخلاق؟”
بداية ما هو القانون وما هى الاخلاق؟
بقلم ياسر مخلوف
ببساطة القانون مجموعةمن القواعد لتنظيم علاقة الفرد بالدولة وعلاقة الفرد بغيره من الافراد فى تلك الدولة باختصار الحقوق والواجبات..واما الأخلاق فهى مجموعة من السلوكيات تتمثل فى سمات الفرد من حيث السلوك والأفعال وردود الأفعال باختصار الطبع والسلوك..
القانون قواعد ثابتة أما الأخلاق فهى سلوك متغير لان القانون لا يختلف باختلاف الأقاليم فى الدولة الواحدة اما الأخلاق التى هى طبائع وسلوك تختلف من شخص لشخص و من مكان لآخر وفى رأيى ان المجتمعات تقوم على القانون أولا فالاخلاق لا تصنع دولة ولكن يصنعها القانون لان القانون كما قلناقواعد ثابتة أما الأخلاق فهى سلوك متغير..
ولو استقام قيام المجتمع على الاخلاق فقط لما كان هناك تشريعات سماوية تمثل فى الاصل قوانين إلهية قائمة على الحقوق والواجبات والثواب والعقاب. فالإنسان بطبيعته مزيج من الخير والشر معا وسماته الشخصية تتوقف على غلبة أحدهما على الآخر ومهما بلغ الخير فينا مبلغه لاينفى وجود الشر بداخلنا كما ان الإنسان بطبيعته ذو مزاج متقلب وعرضة للضغوط والاغراءات والأهواءوقد يختلف فى سلوكه وتعامله وردود افعاله باختلاف الأشخاص والمواقف والمرحلة العمرية أيضا.
غياب القانون في المجتمع
اما القانون فهو عكس ذلك تماما لانه ثوابت لا تتغير بتغير الاشخاص او الاماكن او المواقف غالبا , والخلل القانونى لاتعالجه الاخلاق بل سنجد الكثير ممن يستغلون هذا الخلل لمصالحهم الشخصية متجاهلين المصالح العامة ,او الشخصية للآخرين فما الحال بغياب القانون؟ فى حين ان الخلل الاخلاقى من الممكن معالجته بالقانون ففى كل مجتمع هناك الاخياروهناك الأشرار والقانون ضابط بينهما فيحفظ للمجتمع توازنه وبالتالى بقاءه.
ولأن القانون ايضا يتم تنفيذه جبرا وليس اختيارا بخلاف الاخلاق فهى قناعات شخصية وسلوك اختيارى.ولذلك أيضا عند حدوث انفلات أمنى فى اى مجتمع يعقبه مباشرة بالضرورة انفلات اخلاقى , فالاخلاق ضرورة تستقيم بها حياة الفرد ولكن تبنى الدول والمجتمعات وتبقى بالقانون.
ويكفى أن نقول أن الكثير من المفكرين والفلاسفة والادباء راودت أحلامهم فكرة المدينة الفاضلة القائمة على الاخلاق ولكنها ظلت احلاما لم تتجاوز الخيال حتى أطلق عليها البعض الفردوس المفقود فى حين ان دولة القانون قابلة للوجود الفعلى فى مختلف العصور والحضارات.ففكرة المدينة الفاضلة تناقض الطبيعة البشرية حتى قالوا قديما من أمن العقاب اساء الأدب..
وليس معنى هذا التقليل من أهمية الاخلاق فهى جوهر اى مجتمع بل ان القانون نفسه ان لم يرتكز على معايير أخلاقية لأصبح قانونا جائرا وظالما ,وما قصدته هنا بالقانون اولا القانون العادل الذى يعمل لصالح الدولة من حيث الواجبات التى تحفظ للدولة بقاءها وأمنها وهيبتهاو لا تتعارض مع الحقوق ولصالح المواطن بحيث يتمتع المواطن بكل حقوقه التى يكفلها له القانون والدستور والمواثيق الدولية .
وثانيا ان يكون القانون كاشارة المرور التى بمجرد ان تعطى اشارتها الجميع يقف لا فرق بين من يعبر الطريق على قدميه أو يقود دراجة او سيارة .وليس القانون الذى يسير على رقاب البعض ويمتطيه البعض الاخر.بل حتى تعطيل القانون او اننهاكه مع وجوده أو تفصيل قوانين خدمات خاصةايضا هوبمثابة غياب للقانون… فالعدل اساس الملك .